الأحد، 12 يناير 2014

اللعنة

تدور أحداث الفيلم ، في أغلب مشاهده ، في مستشفى للامراض العقلية ، حيث يدخل الصحفي (نور الشريف) متنكراً في هيئة مريض خطر ، ليكشف السر وراء حوادث القتل المتكررة في المستشفى ، والتي كان آخرها مقتل مريض إسمه »سلومة« . تعترض زوجته (مديحة كامل) في البداية ، إلا انها ترضخ أمام إصراره في تنفيذ خطته هذه . وفي سبيل هذه الخطة كان عله تخطي كل حواجز الخوف وإنتظار الفرصة الملائمة للقبض على لحظة عودة الوعي الى ثلاثة شهود شاهدوا القاتل . الاول عانى من الانحطاط الاجتماعي أثناء عمله بالسلك الحكومي ، حيث سقط في براثن الرشوة ، ولانه كان غير مستوعب لطبيعة الحتميات الاجتماعية والنفسية التي أجبرته على قبول الرشوة ، لذا فقد عقله وأصبح يخلط بين وضعه كموظف مرتش ووضعه كمسئول في جهاز الرقابة الادارية . والثاني (عبدالرحمن أبو زهرة) تزوج من إمرأة لعوب بطبيعتها ، بالرغم من قناعاته المحافظة والمتزمتة ، إلا انه لم يستطع مقاومة تطلعاتها الاجتماعية التي إنتهت بها الى إحتراف الدعارة ، حيث تحول تدريجياً من الرفض الى القبول ثم المسايرة فالمساهمة الايجابية . وقد ولد سقوطه هذا رد فعل عميق وعنيف في نفسه أدى به لحالة من الهوس والخلط العقلي . أما الثالث (جميل راتب) فهو طبيب ذو نزعة إنسانية نبيلة وشفافة تعرضت زوجته لسرطان ميؤس منه جعله يحقنها بحقنة الموت ، تخليصاً لها من آلامها الفظيعة ، لكنه وقع فريسة للصراع النفسي بين ما أملته عليه الشفقة وبين الواجب التقليدي للطبيب .
هناك ايضاً شخصية رابعة رئيسية إحتواها الفيلم ، وهي ذلك الفنان المحبط (محمد نوح) الذي يبحث عن كل الاساليب الممكنة لعلاج الارق المستبد بكيانه ، ويبدو شخصاً طيباً إلا انه عاجز عن إستيعاب مفارقات هذه الحياة .
هذه الشخصيات التي مثلت عالم الجنون الرهيب بدهاليزه المخيفة ، يحتك به الصحفي ليتحول بحثه عن الجريمة الى بحث مرهق في إستيعاب غيبوبة العقل الانساني وإضطرابه ، تصل الى إصابته هو نفسه بالاضطراب ، في نفس الوقت الذي تكتمل في ذهنه تفاصيل الجريمة التي دخل المستشفى من أجلها ، ليكون قد فقد توازنه العقلي الى الابد ، وليدفع ثمناً باهظاً لمغامرته المثيرة تلك.
إخراج:
حسين الوكيل (مخرج )
تأليف:
صلاح جاهين (سيناريو وحوار)
حسين الوكيل (قصة وسيناريو وحوار )
تاريخ الإصدار: 1984
تمثيل:
نور الشريف - مديحة كامل - نبيل الدسوقى - أحمد بدير - عبدالرحمن أبو زهرة - جميل راتب - على الشريف - محمد نوح - محمد كامل - كمال حسين - أحمد عبدالهادى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق