تستحيل الحياة بين درية وزوجها الدبلوماسي مدحت فتطلب منه الطلاق ولكنه يرفض، تضطر للجوء الى المحكمة ورفع دعوى الطلاق، تعمل مترجمة في إحدى الجرائد، وينمو الحب بينهما وبين رؤوف صديق أخيها، تدخل درية في متاهات المحاكم وتتعرض لسلسلة من المشاكل والعقبات التي تهدر كرامتها. تتعقد الأمور عندما يأتي الزوج بشهود زور يشهدون ضدها في جلسة سرية. وتخسر قضيتها بعد بعد مرور أكثر من أربع سنوات.
وهذا الفيلم ناقش بشكل جاد مشاكل المرأة العربية وحقوقها ، مع محاولته إبراز الظروف القمعية التي تعيشها في ظل القوانين الوضعية . كما ان الفيلم يعتبر أول حوار وجدل بين السينما وقانون الاحوال الشخصية ، فهو يفجر قضية اجتماعية بالغة الخطورة وهي الطلاق ، وتكمن الخطورة في ان سعيد مرزوق مخرج الفيلم قد ناقش حق المرأة في طلب الطلاق ، بل وقف بجانبها في المطالبة بان تعامل كانسان مكتمل له الحرية الكاملة في تقرير مصيره . كما انه حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الاحوال الشخصية .
فالفيلم يطرح قضيته من خلال ثلاث نماذج نسائية . الاولى وهي صاحبة القصة الرئيسية (فاتن حمامة) ، ترفع قضية طلاق ضد زوجها (رشدي أباظة) الذي يرفض طلبها هذا . فتبدأ رحلتها الشاقة في سبيل إنتزاع حقها في نيل حريتها ، مستنجدة في ذلك بقانون الاحوال الشخصية ، لكنها تخسر القضية أمام قانون جامد وضعه الرجل نفسه ليعطيه الحق في النيل من حرية المرأة وكرامتها .
وبالرغم من ان هذه القصة هي الرئيسية في الفيلم ، إلا ان السيناريو قد إهتم بصاحبتها إهتماماً شكلياً فقط ، بل ومبالغاً أحياناً في تجسيد معاناتها وإنفعالاتها . كما انه لم يستطع تقديم صورة واضحة لشخصية الزوج ، وتعامل معها بشكل سطحي غير مقنع ، بل لم يحاول الدخول في اعماق تلك الشخصية وتجسيد الجوانب التي تجعلها شخصية منبوذة من قبل شخصية الزوجة ومن المتفرج ايضاً ، يبرر للبطلة الاستماتة في طلب الطلاق بهذا الشكل الصارخ . وإكتفى فقط بالاشارة الى ان الزوج رجل شرير ، أناني ، شهواني وزير نساء ، يتردد على أماكن اللهو مع عشيقاته . هذا إضافة الى ان السيناريو قد وقع في منزلق مدمر ، عندما فاجأنا بعلاقة حب غير مبررة بين بطلته وصديق أخيها ، الامر الذي أدى الى تقليل تعاطف المتفرج مع البطلة ، والتي تخوض معركة مصيرية ، علماً بان شخصية البديل هذا جاءت شخصية باهتة وسطحية ايضاً ، حيث من المفترض ان تتميز تميزاً حقيقياً عن شخصية الزوج ، ولكنها بدت شخصية تفتقد الى الكثير من العمق والحيوية .
أما النموذجان النسائيان الآخران ، فقد تعرفنا عليهما في المحكمة من خلال تواجد بطلة الفصة الاولى هناك . فنحن منذ الدخول الاول للمحكمة نجدها مكاناً بائساً ومزدحماً ، يكتظ بنماذج نسائية منهكة تبدو على وجوهها علامات القهر والظلم . حيث تتحرك الكاميرا بسرعة خاطفة لتنقل لنا عشرات الوجوه لنساء فقيرات ومتشحات بالسواد ، الامر الذي جعل بطلة الفيلم الانيقة تبدو كجسم غريب وسط طوفان المعدمات البائسات . ومن بين قاعات وزوايا المحكمة يختار سعيد مرزوق وجهين من هذه الوجوه .
الاول لمطلقة شابة (سعاد حسين) تحاول الحصول على نفقة لتربية طفليها من زوج لا يبين الفيلم لماذا طلقها . وأمام التأجيل المتواصل لقضيتها لا تستطيع الصمود أمام مغريات القواد (سيد زيان) الذي يطاردها فتنحرف بدوافع الجوع والخوف من المستقبل وتستسلم له في النهاية .
أما الوجه الثاني فهو مأساة واقعية لسيدة كبيرة في السن (أمينة رزق) طلقها زوجها بعد عشرة دامت ثلاثون عاماً ليتزوج بفتاة صغيرة ترفع هذه السيدة قضية نفقة عندما تجد نفسها عرضة للجوع والتسول بعد ان أنفقت مؤخر الصداق ، إلا أنها تخسر القضية بعد تأجيلات عديدة مع مطالبة المحكمة لها بدفع المصاريف كاملة . وزغم ذلك ترفع قضية جديدة لكن الموت لا يمهلها لتسمع حكم القاضي فيها . وقد جاء موتها هذا ليكون من أصدق وأقوى الطعنات الموجهة الى قانون الاحوال الشخصية .
إخراج:
سعيد مرزوق (مخرج)
تأليف:
حسن شاه (قصة وسيناريو وحوار)
تاريخ الإصدار: 1975
تمثيل :
فاتن حمامة - رشدى أباظة - أمينة رزق - ليلى طاهر - سيد زيان - كمال ياسين - حسين قنديل - على عز الدين - محمود كامل - رجاء حسين - فتحية شاهين - هشام سليم - وحيد سيف - محمد السبع - نعيمة الصغير - أحمد توفيق - نادية ارسلان - على الشريف - أسامة عباس - إبراهيم سعفان
وهذا الفيلم ناقش بشكل جاد مشاكل المرأة العربية وحقوقها ، مع محاولته إبراز الظروف القمعية التي تعيشها في ظل القوانين الوضعية . كما ان الفيلم يعتبر أول حوار وجدل بين السينما وقانون الاحوال الشخصية ، فهو يفجر قضية اجتماعية بالغة الخطورة وهي الطلاق ، وتكمن الخطورة في ان سعيد مرزوق مخرج الفيلم قد ناقش حق المرأة في طلب الطلاق ، بل وقف بجانبها في المطالبة بان تعامل كانسان مكتمل له الحرية الكاملة في تقرير مصيره . كما انه حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الاحوال الشخصية .
فالفيلم يطرح قضيته من خلال ثلاث نماذج نسائية . الاولى وهي صاحبة القصة الرئيسية (فاتن حمامة) ، ترفع قضية طلاق ضد زوجها (رشدي أباظة) الذي يرفض طلبها هذا . فتبدأ رحلتها الشاقة في سبيل إنتزاع حقها في نيل حريتها ، مستنجدة في ذلك بقانون الاحوال الشخصية ، لكنها تخسر القضية أمام قانون جامد وضعه الرجل نفسه ليعطيه الحق في النيل من حرية المرأة وكرامتها .
وبالرغم من ان هذه القصة هي الرئيسية في الفيلم ، إلا ان السيناريو قد إهتم بصاحبتها إهتماماً شكلياً فقط ، بل ومبالغاً أحياناً في تجسيد معاناتها وإنفعالاتها . كما انه لم يستطع تقديم صورة واضحة لشخصية الزوج ، وتعامل معها بشكل سطحي غير مقنع ، بل لم يحاول الدخول في اعماق تلك الشخصية وتجسيد الجوانب التي تجعلها شخصية منبوذة من قبل شخصية الزوجة ومن المتفرج ايضاً ، يبرر للبطلة الاستماتة في طلب الطلاق بهذا الشكل الصارخ . وإكتفى فقط بالاشارة الى ان الزوج رجل شرير ، أناني ، شهواني وزير نساء ، يتردد على أماكن اللهو مع عشيقاته . هذا إضافة الى ان السيناريو قد وقع في منزلق مدمر ، عندما فاجأنا بعلاقة حب غير مبررة بين بطلته وصديق أخيها ، الامر الذي أدى الى تقليل تعاطف المتفرج مع البطلة ، والتي تخوض معركة مصيرية ، علماً بان شخصية البديل هذا جاءت شخصية باهتة وسطحية ايضاً ، حيث من المفترض ان تتميز تميزاً حقيقياً عن شخصية الزوج ، ولكنها بدت شخصية تفتقد الى الكثير من العمق والحيوية .
أما النموذجان النسائيان الآخران ، فقد تعرفنا عليهما في المحكمة من خلال تواجد بطلة الفصة الاولى هناك . فنحن منذ الدخول الاول للمحكمة نجدها مكاناً بائساً ومزدحماً ، يكتظ بنماذج نسائية منهكة تبدو على وجوهها علامات القهر والظلم . حيث تتحرك الكاميرا بسرعة خاطفة لتنقل لنا عشرات الوجوه لنساء فقيرات ومتشحات بالسواد ، الامر الذي جعل بطلة الفيلم الانيقة تبدو كجسم غريب وسط طوفان المعدمات البائسات . ومن بين قاعات وزوايا المحكمة يختار سعيد مرزوق وجهين من هذه الوجوه .
الاول لمطلقة شابة (سعاد حسين) تحاول الحصول على نفقة لتربية طفليها من زوج لا يبين الفيلم لماذا طلقها . وأمام التأجيل المتواصل لقضيتها لا تستطيع الصمود أمام مغريات القواد (سيد زيان) الذي يطاردها فتنحرف بدوافع الجوع والخوف من المستقبل وتستسلم له في النهاية .
أما الوجه الثاني فهو مأساة واقعية لسيدة كبيرة في السن (أمينة رزق) طلقها زوجها بعد عشرة دامت ثلاثون عاماً ليتزوج بفتاة صغيرة ترفع هذه السيدة قضية نفقة عندما تجد نفسها عرضة للجوع والتسول بعد ان أنفقت مؤخر الصداق ، إلا أنها تخسر القضية بعد تأجيلات عديدة مع مطالبة المحكمة لها بدفع المصاريف كاملة . وزغم ذلك ترفع قضية جديدة لكن الموت لا يمهلها لتسمع حكم القاضي فيها . وقد جاء موتها هذا ليكون من أصدق وأقوى الطعنات الموجهة الى قانون الاحوال الشخصية .
إخراج:
سعيد مرزوق (مخرج)
تأليف:
حسن شاه (قصة وسيناريو وحوار)
تاريخ الإصدار: 1975
تمثيل :
فاتن حمامة - رشدى أباظة - أمينة رزق - ليلى طاهر - سيد زيان - كمال ياسين - حسين قنديل - على عز الدين - محمود كامل - رجاء حسين - فتحية شاهين - هشام سليم - وحيد سيف - محمد السبع - نعيمة الصغير - أحمد توفيق - نادية ارسلان - على الشريف - أسامة عباس - إبراهيم سعفان